بعد سنة كاملة من العمل و الجد ،يدخل التلاميذ في عطلة سنوية طويلة للراحة و هذا ما تستغله العائلات و الأسر على وضع برامج و خطط لكيفية قضاء العطلة الصيفية خاصة مع توافقها هذا العام مع شهر التوبة رمضان في أحسن الظروف و خاصة العائلات المتكونة من تلاميذ متمدرسين ،فمنهم من يقصد الشواطئ و الاستمتاع بروعة البحر ،وهناك من يقصد الحمامات المعدنية في حين يفضل البعض الآخر التلال و الجبال للتمتع بالريف الخلاب للترويح عن النفس و قضاء يوم طويل من الصوم . لكن في الجهة المقابة عائلات كثيرة لن يكون الحظ حليفها في رسم برنامج للعطلة للراحة و الصوم خاص بها وذلك للحاجة و العوز .وهذا ما يضطر بالأطفال التلاميذ الى دخول عالم الشغل و الكبار وفي جولة صغيرة قادتنا لمختلف شوارع تيسمسيلت و اسواقها الشعبية ،وجدنا اطفالا في سن الزهور يقومون بأعمال تفوق اعمارهم و طاقاتهم.. واختلفت باختلاف رغباتهم و الأسباب و المهم في الاخير عندهم هو الظفر بمبلغ مالي ، فالخضر و الفواكه ،الملابس و الاحذية ،التبغ و الكبريت ، البيض، الهندي و المطلوع،... و حتى بيع الأكياس البلاستكية هي مهن الأطفال التلاميذ المعوزين بتسمسيلت
ًقـــادةً 13سنة وجدناه في السوق الشعبي لمدينة تيسمسيلت و المعروف محليا باسم ًالسبالة ً يدفع عربة صغيرة لبيع البيض .قال ؛ً أنا مجبر على العمل خلال عطلة الصيف و حتى رمضان من اجل توفير لوازم الدراسة للموسم المقبل ً ، و غير بعيد عن قادة وجدنا طفل آخر يعمل في بيع الخضر و الفواكه كأنه تاجر محترف من خلال فطنته و سرعته و خفته في التعامل بالكفة ،كما وجدنا اخوه الصغير بجانبه يعمل في بيع النعناع و المعدنوس، و في مخرج السوق تجد عشرات الاطفال يتوزعون على عدة نقاط توفر بيع الملابس و الاحذية صينية الصنع بأثمان رخيسة خاصة مع اقتراب عيد الفطر و رواج تجارتها خاصة لأصحاب الدخل الضعيف نصر الديـن هو الاخر دخل عام الشغل و العمل منذ نعومة أظافره حيث يقوم ببيع الهندي في عربة اكبر من وزنه النحيف لتقشيره في شوارع تيسمسيلت فهو يصول ويجول طيلة يوم كامل حتى أذان الإفطار من اجل توفير قدر من المال لمساعدة والده في توفير قوت العائلة .قادة؛ نصر الدين و الآخرون.. ليس في أجندتهم ما يسمى عطلة صيفية او حتى صيام رمضان في هناء ، .بل همهم الوحيد هو العمل و الشغل من اجل توفير مبلغ مالي يكفيهم لشراء اللوازم الدراسية للموسم المقبل كأقرانهم رغم امتهان الأطفال التلاميذ كل المهن و دخولهم عالم الشغل مبكرا الا أنهم يحلمون بمستقبل زاهر في ظل ظروف اجتماعية قاهرة.