فيما حذر بقاط من إجرائه داخل المدارس لانعدام أدنى وسائل الإنعاش
المطالبة بتمديد عطلة التلاميذ إلى حين تحديد تاريخ التلقيح
مع اقتراب العد التنازلي لانتهاء العطلة الشتوية، يطالب أولياء التلاميذ، في العديد من ولايات الوطن، وزارة التربية الوطنية بتمديد العطلة، من خلال إرجاء التحاق التلاميذ مجددا بمقاعد الدراسة، إلى غاية الفصل النهائي في مسألة اللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير، الذي لا يزال يخضع للتحاليل على مستوى المخابر للتأكد من نجاعته.
تطرح بعض جمعيات أولياء التلاميذ، مؤخرا، بعض الاقتراحات العملية في إطار تحصين سلامة ملايين التلاميذ المتمدرسين في مختلف الأطوار التعليمية، خاصة مع ارتفاع حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس ''أش 1 أن ,''1 وتنامي القلق والخوف لدى عامة المواطنين، حيث يتصدر هذه الاقتراحات طلب تأجيل استئناف الدراسة المقرر يوم الأحد المقبل إلى حين ضبط وزارة الصحة أمورها، خاصة فيما يتعلق بسلامة اللقاح المستورد، ومن ثمة تحديد تاريخ الشروع في حملة التلقيح التي أوشكت بعض البلدان على إنهائها، في حين لا تزال الأمور عندنا مستقرة، منذ عدة أسابيع، في إخضاع الأمصال المستوردة إلى التحاليل للتأكد من عدم سمّيتها، أو تسببها في أي مضاعفات جانبية لمن يخضعون لها.
ويرى الدكتور بقاط بركاني محمد، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، اقتراح أولياء التلاميذ تمديد العطلة عين الصواب، ''من منطلق أننا أمام وباء بات يزحف ويقتل وينتشر بسرعة كبيرة، لاسيما في الأماكن المغلقة مثل المؤسسات التربوية''، مضيفا بأن إرجاء العودة إلى مقاعد الدراسة لمدة أسبوع ليس أمرا مستحيلا من الناحية العملية، مادام أننا أمام قوة قاهرة، خاصة أن الوزارة الوصية لم تفصل حتى الآن في تاريخ انطلاق حملة التلقيح.
وفي ذات السياق، حذّر ذات المتحدث، في تصريح أدلى به لـ''الخبر''، أمس، من مباشرة وزارة الصحة إجراءات تلقيح التلاميذ داخل المدارس، مثلما تؤشر عليه المعطيات الراهنة، معتبرا أن هذا الأمر يشكل في حال حدوثه خطرا على صحة آلاف المتمدرسين لانعدام أدنى وسائل الإنعاش على مستوى المؤسسات التربوية، مُفضلا تحديد مراكز صحية لتنفيذ حملة التلقيح وفق برنامج مضبوط، لاسيما أن هناك ردود فعل قد تظهر على الخاضعين للتلقيح بعد مرور سويعات على خضوعهم للتلقيح، وبشكل خاص بالنسبة لمن يعانون من الحساسية وبعض الأمراض المزمنة. وحسب ذات المتحدث، فإن الإشكال الحقيقي الآخر الذي فرض نفسه في معالجة ملف أنفلونزا الخنازير، هو فقدان الكثير من الأولياء، مؤخرا، الثقة في اللقاح المضاد للفيروس، بفعل الوقت الكبير الذي استغرقته التحاليل الجارية للتأكد من سلامته، ما يؤشر، حسبه، لمقاطعة واسعة للحملة في حال انطلاقها، ''الأمر الذي سيجعلنا نتخبط في دائرة مفرغة، كون الأمر يتعلق بالصحة العمومية، باعتبار أن شبح العدوى سيواصل انتشاره إذا كانت رقعة المقاطعة واسعة، ما يستدعي من المسؤولين تنظيم حملة تحسيسية واسعة لاسترجاع الثقة في إطار إنجاح حملة التلقيح''.
وعلى صعيد مواز، ترى بعض الجهات العليمة بالوسط التربوي بأن تجسيد اقتراح تمديد العطلة في الوقت الراهن، أمر صعب، بالنظر إلى الوقت الكبير الذي تم تضييعه بسبب الإضراب الذي نفذته النقابات المستقلة لمدة ثلاثة أسابيع متوالية، فضلا عن عوامل أخرى أدلت بدلوها واضطرت الوزارة إلى تقديم تواريخ امتحانات نهاية السنة، على غرار امتحان البكالوريا حتى لا يتزامن مع توقيت مقابلات الخضر في المونديال.
وقد حاولنا، طيلة نهار أمس، الاتصال برئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ لمعرفة رأيه في الموضوع، أو أي تفاصيل عن التدابير المقررة لحماية المتمدرسين من شبح وباء الأنفلونزا، إلا أننا لم نوفق في ذلك.
المصدر :وهران: محمد درقي