سيكون رابح سعدان أحد المدربين الأكثـر تجربة في منافسة كأس العالم ، بل يعد أحد الخمسة الأوائل من بين 32 مدربا الذين سيكونون حاضرين في دورة جنوب إفريقيا خلال الصيف المقبل، حيث يسجل مشاركته الرابعة في المونديال.
إذا كان أغلب الجزائريين يتذكرون فقط حضور ''الشيخ'' سعدان في مونديال 1986، لأن المشاركة الجزائرية في المكسيك كانت كارثية بفعل المشاكل الداخلية التي أدت إلى خسارة ''الخضر'' في مباراتين أمام البرازيل وإسبانيا وتعادل أمام إيرلندا وبالتالي الخروج من الباب الضيق، فإن أول مشاركة له في المونديال كان عام 1979، لكن في صنف الأواسط، وكان حينها مساعدا للمدرب الوطني لهذه الفئة آنذاك عبد الحميد كرمالي. أما مشاركته الثانية، فكانت خلال مونديال 1982 بإسبانيا، لكنه لم يكن المدرب الرئيسي، بل ضمن الطاقم الفني بقيادة محي الدين خالف ورشيد مخلوفي، مع أن سعدان كان وراء تأهل المنتخب الوطني إلى النهائيات، باعتباره عمل إلى جانب المدرب الروسي روغوف الذي تم إبعاده عقب مغامرة التصفيات عندما فازت الجزائر في إياب الدور الأخير على نيجيريا بهدفين لواحد بقسنطينة.
باريرا عميد المدربين في دورة جنوب إفريقيا
يتفوق على المدرب الجزائري في عدد المشاركات في نهائيات كأس العالم، مدرب جنوب إفريقيا، البرازيلي كارلوس ألبيرتو باريرا الذي كان أول حضوره في المونديال عام 1974 بألمانيا كمساعد للمدرب ماريو زاغالو، قبل أن يقود منتخب ''الصامبا'' في دورة الولايات المتحدة الأمريكية عام ,1994 وأهدى لبلاده الكأس الرابعة في تاريخ البرازيل، قبل أن يتحول إلى السعودية للإشراف على منتخبها الوطني، لكنه أخفق في مونديال فرنسا 1998، ليغيب عن الساحة الدولية ويعود مجددا لقيادة منتخب بلاده في الدورة السابقة التي جرت بألمانيا عام 2006، غير أن الحظ لم يحالف رفاق رونالدينيو الذين كان أداؤهم بعيدا عن المستوى الحقيقي لمنتخب البرازيل، مما جعل اتحادية هذا البلد تستغني عنه وتستقدم قائد المنتخب في دورة 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقد استغلت اتحادية جنوب إفريقيا فرصة إعفاء باريرا من أي التزام لتوظيف تجربته من أجل مشاركة إيجابية في المونديال الذي تستضيفه بلادها.
وعليه، فإن التجربة الطويلة التي اكتسبها ''الشيخ'' سعدان في مثل هذه المنافسات الكبيرة، ستفيد المنتخب الوطني في مونديال جنوب إفريقيا، بدءا بالدراسة الثاقبة لمنتخبات سلوفينيا، إنجلترا والولايات المتحدة لإعداد استراتيجية مثلى لكل مباراة حسب نقاط قوة وضعف المنافسين، مرورا بالتحضير البدني الجيد لتمكين لاعبيه من إتمام المباراة بصفة جيدة، خاصة إذا علمنا أن 116 ساعة تفصل بين مباراة وأخرى، ووصولا إلى الإعداد النفسي للتشكيلة الوطنية وهي النقطة التي قد تكون بمثابة مفتاح النجاح في دورة مماثلة.
المصدر :الجزائر: أ. أيمن