يقدم المدرب الفرنسي بيار لوشانتر تحليلاته عن نتائج قرعة كأس أمم إفريقيا القادمة ونظرته لكيفية تأهل الخضر إلى المونديال، حيث أشاد المدرب السابق للكاميرون والمشرف الحالي على النادي الإفريقي والمرشح الأكبر لتولي العارضة الفنية لمنتخب تونس في الصيف القادم، بالمنتخب الجزائري وبالدور الذي قام به رئيس الفاف محمد روراوة في عودة الجزائر إلى الساحة العالمية.
بعد سنوات عجاف، الجزائر تتأهل للمونديال، فكيف ترون ذلك؟
أعتقد بأن المنتخب الجزائري حضّر جيدا للتصفيات وأثبت أحقيته في التأهل لكأس العالم بعد سنوات من الغياب. ولعل حيازة الجزائر على مجموعة قوية من اللاعبين المحترفين كبلحاج وزياني ويبدة ومقني وبقورة وعنتر يحيى، والذين ينشطون في خيرة الأندية الأوروبية، ساهم بقسط وفير في بلوغ الجزائر كأس العالم..
لكن الكثير لم يكن يراهن على الجزائر وراهن على تأهل مصر لكأس العالم؟
أنا لم أراهن على مصر وكنت متأكدا من عودة الجزائر إلى الساحة الدولية، سيما بعد تولي روراوة رئاسة الإتحادية، أين قدّم لمسته في التسيير وجلب الإمكانيات اللازمة للمنتخب وتوفير خيرة اللاعبين سواء المحترفين أو المحليين للمدرب سعدان. وقد عشت مثل هذه التجارب مع الكاميرون في بداية الألفين، عندما مزجنا بين عدد من المحترفين وبعض اللاعبين المحليين الذين يستعدون لخوض تجارب احترافية كبيرة في صورة سامويل إيتو الذي جلبته وهو شاب من ريال مدريد. وأعتقد بأن تأهل الجزائر ليس مفاجأة مثلما يعتقد الكثير لأن الجزائر كانت دوما تحوز على لاعبين محترفين ممتازين، وبسبب عدم الاستقرار تضيع منها الفرص الواحدة تلو الأخرى وهذه المرة حافظت الإتحادية على استقرارها الاداري والفني والنتيجة تظهر للعيان.
كنت على وشك التعاقد مع روراوة قبل أربع سنوات أليس كذلك؟
طبعا، أعرف جيدا روراوة وكنت على مقربة من تولي العارضة الفنية لمتخبكم سنة ,2005 لكن الأمور لم تسيّر مثلما كنا نود، وأبقى أحب الكرة الجزائرية لأنها كرة فنية ولديّ أصدقاء كثيرون من الجزائر، فلا تنسوا ذلك.
الجزائر ستمثل العرب بعد إقصاء المغرب وتونس، فكيف ترون هذا الإقصاء المغاربي؟
للأسف تونس ضيعت ورقة التأهل في آخر لحظة بسبب كثرة الحسابات مع الخصم النيجيري، وعوض التركيز على مباراة الموزمبيق للفوز بها وعدم انتظار أي نتيجة أخرى لنيجريا، دخل المنتخب التونسي في حسابات ضيقة تسببت في إقصائه رغم أنني كنت أتوقع تأهل تونس، لكن لعلنا نشاهد الجزائر في أحسن الظروف لتمثيل المغرب العربي في هذا المونديال.
هل شاهدت مباريات الجزائر؟
طبعا، سيما ضد مصر، وبالمناسبة لقد تأثرت كثيرا لما حدث للمنتخب الجزائري في مصر وحدثني صديق جزائري من القاهرة عند وقوع الرشق وشرح لي الواقعة، لكن في نهاية المطاف تمكّن لاعبوكم من رفع التحدي وكسب التأشيرة عن جدارة في السودان وعندما تشاهد صور اللاعبين وهم يحتفلون بالتأهل تقول بأن الجزائر لها مجموعة قوية ومتحدة فيما بينها وهذه نقطة هامة في تسيير أي منتخب مهما كان حجمه.
وكيف ترون توزيع المجموعات لكأس أمم إفريقيا القادمة؟
دورة أنغولا قد تكون أحسن دورة فنيا، لأنها أصبحت محل متابعة كل العالم، ولن أبالغ إذا قلت بأن كأس أمم إفريقيا أصبحت تضاهي كأس أوروبا ولقبت بمونديال الأفارقة، وذلك لعدة أسباب، منها رغبة اللاعبين الأفارقة الكبار في المشاركة فيها عكس ما كان سائدا قبل سنوات أين كان النجوم يتحججون للغياب، ثم أن السبونسور ونقل المباريات على القنوات العالمية ساهم في ترقيتها وأصبحت هذه الدورات محل معاينة وكلاء اللاعبين.
وهل تنتظرون حدوث بعض المفاجآت فيها ؟
المستوى في إفريقيا تقارب بشكل كبير ولم يعد هناك منتخب قوي وآخر ضعيف لأن كل المنتخبات لديها الإمكانيات المالية بفضل السبونسور للتحضير بشكل جيد، غير أنني أتوقع أن يبذل منتخب كوت ديفوار بنجومه دروغبا وكالو كل قواه لنيل هذه الكأس، وغانا والكاميرون ونيجيريا سيحاولون فرض وجودهم لأنهم يملكون التعداد اللازم للذهاب بعيدا سيما منتخب غانا الذي يعد من أهم المنتخبات الإفريقية من حيث الإستقرار في النتائج.
والجزائر ومالي وحامل اللقب مصر؟
بصراحة مالي لا أعتقد بأنها قادرة على تأدية دورة كاملة بمستوى كبير رغم أن هذا المنتخب لديه لاعبين كبار حيث يفتقد للروح القوية، أما الجزائر، فإن تألقها في أنغولا مرتبط بالحفاظ على هذه الديناميكة والروح السائدة وسط المجموعة، ولو يستمر الجزائريون في اللعب بهذه الروح قد يحدثون مفاجأة ويبلغون المربع الذهبي. أما مصر، فقد أثبت منتخبها بأنه في نهاية مشواره ولا أدري إن كان المصريون سيشببون التعداد قبل الدورة أم لا، لأنه قد يحدث لهم ما حدث للكاميرون بعدما ظل عدد هام من كوادر المنتخب يلعبون وهم في سن متقدمة. فمصر لديها شبان قادرون على خلافة هذا الجيل يجب ضمهم بسرعة وإلا ستقضي دورة أنغولا على طموحاتهم بعدما قضى منتخبكم على آمالهم في الذهاب إلى كأس العالم.
وتونس ستلعب دورتها بدون المدرب كوهيلو؟
منتخب تونس مجبر على تأدية دورة جيدة للتكفير عن ذنبه وحتى إن تم تعيين مدرب مؤقت للمنتخب عوض كوهيلو، فإنني أتوقع أن يسعى المنتخب التونسي لمحو نكسة الإقصاء بسرعة.
الصحافة التونسية تحدثت عنك كخليفة لكوهيلو؟
صحيح ذلك، لكنني لحد الساعة مدربا للنادي الإفريقي ولا أخفي عليك بأن مشروع بأربع سنوات مع تونس يهمني لأن الكرة التونسية مثلها مثل الجزائرية لها خصوصيات فنية تعجبني كثيرا.
لو نتحدث الآن عن قرعة كأس العالم وحظوظ الأفارقة فيها؟
أظن بأن القرعة جنبت الجزائر مقابلة منتخبات قوية جدا عكس الكاميرون، كوت ديفوار وغانا، لذلك أرى بأن الجزائر لو تحسّن الإنطلاقة ضد سلوفينيا، فإنها ستلعب مقابلة ثالثة قوية ضد الولايات المتحدة، سيما وأن الصمود أمام إنجلترا صعب للغاية ومنتخب إنجلترا من أحسن المنتخبات في العالم حاليا.
تعتقد بأن الجزائر قادرة على الذهاب إلى الدور الثاني؟
صعب لكن يبقى ذلك ممكنا، لو يسير المنتخب الجزائري المنافسة بذكاء ويلعب ضد الأمريكان في المباراة الثالثة بقوة، حيث يجب أن تعرفوا بأن منتخب أمريكا يلعب كرة غريبة ممزوجة بين الإندفاع البدني والسرعة في التنفيد وهي مميزات جعلت حتى المنتخبات الأوروبية تجد صعوبات في التعامل معها فوق الميدان ثم لا تنسوا سلوفينيا التي تألقت في التصفيات وأزاحت الروس وبولونيا والتشيك.
وبالنبسة للأفارقة الآخرين الذين وقعوا في أفواج صعبة؟
أظن بأن الخوف سيكون على الأوروبيين وليس على الأفارقة، فكوت ديفوار وغانا والكاميرون قادرون على إزاحة أي منتخب أوروبي، لأن لاعبيهم يضاهون نجوم أوروبا وأرى بأن الأفواج التي بها غانا وكوت ديفوار والكاميرون ستكون جد مثيرة ولدي إحساس بأن الأفارقة سيتألقون في المونديال بجنوب إفريقيا وقد يصل واحد منهم للمربع الأخير.
المصدر :حاوره: عدلان حميدشي